 
	 
															 
															تُعدّ الوظيفة الجنسية عند النساء من أكثر جوانب الصحّة تعقيداً وحساسية، إذ تتداخل فيها الجوانب الجسدية والنفسية والعاطفية والاجتماعية في آنٍ واحد. فالرغبة، والإثارة، والنشوة، والرضا الجنسي ليست عناصر منفصلة، بل شبكة دقيقة من الأحاسيس والتجارب التي تتأثر بالعمر، والهرمونات، والتجارب السابقة، والبيئة العاطفية والثقافية.
لكنّ هذه الوظيفة المعقّدة قد تختلّ لأسباب متعدّدة، فتظهر ما يُعرف بـ الاضطرابات أو المشاكل الجنسية الأنثوية — وهي ليست دليلاً على ضعف أو خلل في المرأة، بل ردّ فعل طبيعي للجسد والنفس أمام ضغوط أو تغيّرات أو تجارب سابقة.
ورغم انتشارها، ما زالت هذه الاضطرابات محاطة بالصمت والخجل، وكأن الحديث عنها “عيب”. تشير الأبحاث إلى أنّ أكثر من نصف النساء قد يختبرن نوعاً من الصعوبات الجنسية خلال حياتهنّ، من فقدان الرغبة إلى الألم أثناء الجماع أو صعوبة بلوغ النشوة. ومع ذلك، قلة فقط من النساء يطلبن المساعدة المتخصصة. لذلك فإنّ الحديث عنها لا يقلّ أهمّية عن علاجها، لأنّ الفهم هو أول خطوة نحو التحرّر.
للمزيد عن أهمية استشارة الطبيب والتحدث بصراحة عن الجنس، شاهدي الحلقة الأولى من بودكاست “مش عيب“.
عندما تشعرين بأنّ حياتكِ الجنسية غير مريحة أو يرافقها قلق، ألم، أو غياب للمتعة، فاستشارة مختصّ يمكن أن تغيّر الكثير. الأخصائي يعتمد الحوار لفهم الأسباب النفسية والجسدية، ويضع خطة علاجية تراعي خصوصيتكِ وسرّيتكِ. فالهدف ليس فقط علاج العارض، بل فهم جذوره وتفكيك ما يرتبط به من معتقدات أو تجارب سابقة، لتتمكني من عيش حياتك الجنسية بسلام وثقة.
قد تتجلّى المشاكل الجنسيّة بعدّة أشكال: فقدان الرغبة، عدم تجاوب الجسم مع الإثارة، صعوبة الوصول إلى النشوة، الألم أثناء الجماع، أو التشنّج المهبليّ الذي يمنع الإيلاج. في بعض الحالات، تكون الأسباب عضويّة مثل التغيّرات الهرمونيّة أو الجفاف المهبلي، وفي حالات أخرى نفسيّة مرتبطة بالخوف أو التوتّر أو التجارب السابقة. من المهمّ التذكير بأنّ هذه الاضطرابات قابلة للعلاج تماماً عند التعامل معها بوعي ومرافقة مختصّ مؤهَّل.
فيما يلي أبرز المشاكل التي تشتكي منها النساء، وطرق علاجها بإشراف الأخصائيين في الطبّ الجنسي.
 
															تعاني بعض النساء من صعوبة في الوصول إلى النشوة رغم وجود الرغبة، ما يسبّب إحباطاً وقلقاً أثناء العلاقة. أحياناً تعود المشكلة إلى توتّر داخليّ، أو إلى أفكار سلبية تجاه الجسد، أو إلى انشغال الذهن بالخوف من “الفشل” أثناء العلاقة.
العلاج: تمارين استرخاء وتمارين للإمتاع الذاتي الموجّه.
يعمل الأخصائي مع المرأة على تعليم تقنيات الاسترخاء واكتشاف المتعة الحسية تدريجياً، ويساعدها على إعادة الارتباط بجسدها دون شعور بالذنب أو المقارنة. كما يشرح أهمية التركيز الذهني والانتباه إلى الإحساس اللحظي، لأنّ النشوة تجربة تشمل الحواس والمشاعر، لا العضو فقط.
في الحلقة الثالثة من بودكاست مش عيب نناقش بالتفصيل لماذا الإيلاج وحده لا يكفي لمعظم النساء؟
ما هي الحقائق العلميّة عن النشوة النسائيّة؟ كيف يمكن سدّ فجوة النشوة مع الشريك أثناء الجماع؟
 
															كثير من النساء يعانين من ألم متكرر خلال العلاقة، والذي قد يظهر كحرقة، أو وخز، أو انقباض يمنع الراحة. الأسباب قد تكون جسدية كالتهابات، أو تغيّرات هرمونية بعد الولادة أو انقطاع الطمث، أو نفسية مثل القلق، التوتر، أو الخوف من الألم نفسه. أحياناً تشعر المرأة بالذنب أو الحرج من إخبار شريكها، فتصمت وتتحمّل، مما يزيد التوتر ويُغلق باب التواصل.
العلاج: تقييم طبيّ، علاج سلوكيّ، وتمارين استرخاء.
يُستبعد أولاً السبب العضوي، ثمّ يُركّز العلاج على الجانب النفسي والجسدي في آنٍ واحد. تتعلّم المرأة التحكم بعضلات الحوض، وتمارين التنفس، وتقنيات الاسترخاء لتخفيف الخوف من الإيلاج واستعادة الثقة بجسدها. يُشجَّع أيضاً الحوار مع الشريك لتجنّب الشعور بالذنب أو الضغط.
في الحلقة السادسة من بودكاست مش عيب، تتناول الدكتورة ساندرين عطاالله والدكتورة غائل أبو غنّام موضوع الألم الجنسي عند النساء — من الأسباب والعوامل العضويّة والنفسيّة، إلى الخيارات العلاجيّة الفعليّة المبنيّة على الأدلة العلميّة.
شاهدي الحلقة الآن، لأنّ الفهم هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.
يمكنكِ الانضمام إلى برنامجنا الخاص بالصحة الجنسية بعد الولادة لمساعدتكِ على استعادة راحتكِ وثقتكِ في هذه المرحلة.
 
															انخفاض الرغبة من أكثر المشاكل شيوعاً بين النساء. قد تبدأ تدريجياً بسبب الإرهاق، الاكتئاب، التوتّر، ضعف التواصل مع الشريك، أو تغيّرات هرمونيّة، وغالباً ما ترافقها مشاعر بالذنب أو الانفصال العاطفي. هذه التغيّرات طبيعية في مراحل معينة من الحياة، مثل بعد الولادة أو خلال فترات الضغط النفسي الطويل، لكنّ تجاهلها قد يؤدي إلى فتور عاطفي وجسدي في العلاقة.
العلاج: تقييم شامل وعلاج نفسي أو زوجي لتحفيز الخيال الجنسي.
يقوم الأخصائي بتقييم الحالة الهرمونية والنفسية، ثمّ يساعد المرأة على إعادة التواصل مع خيالها الجنسي ومشاعرها العاطفية. من خلال جلسات علاجية وتمارين ذهنية، تتعلّم كيف تعيد إشعال الرغبة تدريجياً من خلال الحميمية والتواصل لا الأداء.
إذا أردتِ أن تعرفي كيف تستعيدين الرغبة الجنسية بخطوات واقعية وآمنة، ننصحك بالاستماع إلى الحلقة الخامسة من بودكاست مش عيب. هناك نناقش بعمق لماذا لا تعني قلة المبادرة عند النساء أن رغبتهن أقل، بل أن الرغبة تعمل بطريقة مختلفة.
شاهدي الحلقة هنا:
 
															التشنّج المهبليّ هو انقباض لا إراديّ لعضلات المهبل يجعل الإيلاج مؤلماً أو مستحيلاً. وهو من الاضطرابات التي تُعاني منها نساء كثيرات بصمت، غالباً نتيجة الخوف من الإيلاج، أو معتقدات تربوية خاطئة، أو تجارب سابقة مؤلمة. كثير من النساء لا يكتشفن أنهنّ يعانين من التشنّج المهبلي إلا بعد الزواج أو محاولة العلاقة الأولى. وقد تستمرّ المشكلة لسنوات بسبب الخوف من الحكم أو الإحراج. في الواقع، هو اضطراب شائع وقابل للعلاج بشكل فعّال عند التوجّه إلى مختصّ متمرس.
العلاج: العلاج معرفي سلوكي وتمارين استرخاء تدريجية.
يرتكز العلاج على تعليم المرأة التحكم بعضلات الحوض والاسترخاء التدريجي باستخدام تقنيات منزلية وتمارين وعي جسدي. كما يساعد الأخصائي المرأة على إعادة تعريف العلاقة الجنسية كمساحة تواصل ومتعة، وليس كاختبار أو مصدر ألم.
لتكتشفي قصص نساء تخطّين التشنّج المهبليّ واستعدن علاقتهنّ بجسدهنّ بثقة، ننصحك بالاستماع إلى الحلقة السابعة من بودكاست مش عيب. هناك نناقش بعمق ما هو التشنج المهبلي، ما أسبابة وكيفية العلاج.
شاهدي الحلقة هنا:
 
															في بعض الأحيان، لا تكون المشكلة في غياب الرغبة، بل في عدم تجاوب الجسم مع الإثارة. قد تشعر المرأة بالانجذاب العاطفي أو الرغبة في العلاقة، ولكنها تلاحظ أن جسدها لا يتفاعل كما في السابق — فلا يحدث الترطيب المهبليّ الكافي، أو لا تشعر بنفس درجة المتعة أو الحساسية.
هذه الحالة تُعرف بـ اضطرابات الإثارة الجنسية، وغالباً ما تكون نتيجة تغيرات هرمونية (مثل انقطاع الطمث أو تناول أدوية معينة)، أو بسبب القلق، التوتر، أو التجارب السابقة المؤلمة. كما يمكن أن تتأثر بالعلاقة نفسها — عندما يغيب التواصل أو الشعور بالأمان.
العلاج: تقييم هرمونيّ ونفسيّ، وتمارين لتحفيز الوعي الجسدي والإثارة الذهنية.
يعمل الأخصائي على مساعدة المرأة في فهم العلاقة بين الدماغ والجسد، وتعلم تقنيات تعيد إشعال الإثارة تدريجياً. من خلال جلسات توجيهية وتمارين ذهنية وجسدية، تتعلم المرأة كيف تثير جسدها بالخيال واللمس والراحة النفسية — وليس بالضغط أو التمثيل.
العلاجات الجنسية عادة قصيرة الأمد (من جلسة إلى عشر جلسات). بعض الحالات تُحلّ في أسابيع، بينما يحتاج التشنّج المهبلي أو عسر النشوة إلى وقت أطول قليلاً. الاستمرارية والثقة عنصران أساسيان في نجاح العلاج، إذ يُبنى التحسّن على التدرّب والحوار الصريح بين المرأة والأخصائيّ.
الأخصائي في العلاج النفسي الجنسيّ قد يكون طبيباً أو معالجاً نفسياً حائزاً على تدريب متخصص في علم النفس الجنسي. يتعامل مع الجوانب العضوية والنفسية والعاطفية للحياة الجنسية، ويعمل بسرّية تامة وبدون أحكام.
قبل حجز الموعد، تأكدي من أنّ الأخصائي يحمل شهادة معترف بها في الطبّ الجنسيّ أو علم النفس الجنسي.
نعم، يمكن علاج التشنج المهبلي تماماً من خلال العلاج السلوكي والمعرفي وتمارين الاسترخاء. مع الدعم الصحيح، تستطيع المرأة استعادة الراحة والثقة في العلاقة الحميمة.
ليس دائماً. يعتمد العلاج على نوع المشكلة. بعض الحالات تحتاج فقط إلى جلسات علاجية وتمارين، بينما قد تتطلب حالات محددة فحوصات أو أدوية بوصفة طبية.
مشاكل مثل اضطرابات الإثارة الجنسية، عسر النشوة، الألم، التشنّج المهبلي، أو تدني الرغبة ليست عيباً — بل هي دعوة من جسدكِ للعناية به. استشارة الأخصائي خطوة نحو حياة جنسية متوازنة، صحية، ومليئة بالثقة والمتعة. في متلي متلك، نحن هنا لنرافقكِ عبر برامج قائمة على الأدلة العلمية، ومجتمع داعم، وحوارات مفتوحة بلا تابوهات.
✨ اكتشفي جميع برامجنا | 🎧 استمعي إلى بودكاستنا | 📩 اشتركي في نشرتنا المجانية



اشتركي في نشرتنا الإخبارية للتأكد 
من عدم تفويتك لتحديثاتنا وبرامجنا الجديدة.
تواصل/ي معنا لمزيد من المعلومات أو إذا كنت متخصص/ة مهتم/ة بالانضمام إلى فريق متلي متلك.
ادخلي عنوان بريدك الإلكتروني