انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية تمرّ بها كل امرأة، وتشير إلى التوقف الكامل للدورة الشهرية بعد مرور اثني عشر شهراً متتالية من انقطاع الحيض. تحدث عادة بين سن الخامسة والأربعين والخمس والخمسين، لكنها قد تبدأ في بعض الحالات في عمر مبكر مثل أواخر الثلاثينات أو أوائل الأربعينات.
خلال هذه المرحلة، ينخفض إنتاج الهرمونات الأنثوية الأساسية، خصوصاً الإستروجين والبروجستيرون، ما يؤدي إلى مجموعة من التغيّرات الجسدية والنفسية. الاختلاف في الأعراض بين النساء طبيعي، وهو لا يعني مرضاً بل انتقالاً فسيولوجياً يمكن التعامل معه بوعي.
تمرّ المرأة في هذه المرحلة بمجموعة من التغيّرات التي تتفاوت في شدّتها ومدّتها. ومن أبرز ١٠ أعراض شائعة:
١. الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي:
نتيجة انخفاض الإستروجين، تشعر المرأة بموجة حرارة مفاجئة يصاحبها احمرار وتعرّق، وقد تتكرّر عدة مرات في اليوم أو خلال الليل، مما يسبب الأرق والتعب.
٢. جفاف المهبل وانخفاض الترطيب الطبيعي:
يؤدّي نقص الإستروجين إلى تغيّر في أنسجة المهبل، مما يسبب الجفاف أو الحرقة أو الألم أثناء العلاقة الحميمة، ويزيد احتمال الالتهابات البولية.
٣. اضطرابات الدورة الشهرية:
تصبح غير منتظمة في المدة أو الكمية قبل توقفها نهائياً.
٤. مشاكل النوم والأرق:
يعاني العديد من النساء من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرّر ليلاً بسبب التعرّق أو القلق.
٥. تقلبات المزاج والاكتئاب:
الانخفاض الهرموني يؤثر على كيمياء الدماغ، فيظهر الحزن أو العصبية أو القلق دون سبب واضح.
٦. تغيّرات الوزن وشكل الجسم:
يتباطأ الأيض ويزداد تخزين الدهون في منطقة البطن والخصر، مع فقدان تدريجي للكتلة العضلية.
٧. جفاف البشرة وتساقط الشعر:
انخفاض الكولاجين والزيوت الطبيعية يؤدي إلى بشرة جافة وشعر ضعيف وهشّ.
٨. آلام المفاصل والعضلات:
تظهر نتيجة انخفاض الهرمونات التي تدعم صحة الأنسجة والعظام.
٩. انخفاض الرغبة الجنسية:
بسبب الجفاف، التوتر، أو تغيّر الهرمونات، مما قد يؤثر على الراحة والمتعة في العلاقة الحميمة.
١٠. ضعف التركيز والذاكرة المؤقتة:
بسبب اضطرابات النوم والضغط النفسي، وغالباً ما يتحسّن مع العلاج أو الراحة.
انقطاع الطمث لا يعني نهاية الحياة الجنسية، بل بداية مرحلة جديدة تتطلّب فهماً مختلفًا للجسد.
في بودكاست مش عيب – الحلقة العاشرة، تحدّثنا عن انقطاع الطمث والجنس، وكيف يمكن للمرأة استعادة الرغبة والراحة والثقة بجسدها من خلال المعرفة والعلاج. الحديث شمل الجفاف المهبلي، تأثير الهرمونات، وأفضل طرق العلاج الحديثة والطبيعية.
شاهدي الحلقة هنا:
توجد اليوم العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد المرأة على تجاوز هذه المرحلة بسهولة وراحة، من العلاجات الهرمونية إلى البدائل الطبيعية والعلاجات السلوكية.
يُعدّ العلاج الهرموني التعويضي من أنجح الأساليب الطبية لتخفيف الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث، إذ يعمل على تعويض النقص الطبيعي في الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستيرون، وأحيانًا التستوستيرون، مما يعيد للجسم توازنه الطبيعي ويُحسّن المزاج، النوم، والطاقة الجنسية.
العلاج الهرموني لا يهدف فقط إلى تخفيف الأعراض، بل له دور وقائي مهم في دعم صحة العظام، الدماغ، والعضلات، ويساعد على الوقاية من هشاشة العظام وأمراض القلب المبكرة لدى بعض النساء.
١. الإستروجين فقط
يُعطى عادةً للنساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم، لأنه لا يحتاج إلى توازن مع البروجستيرون. يساعد على تخفيف الهبّات الساخنة، التعرّق الليلي، وتحسين جودة النوم والمزاج، كما يقلل من الجفاف المهبلي ويحافظ على مرونة الأنسجة.
٢. العلاج المركّب (إستروجين مع بروجستيرون)
يُستخدم هذا النوع للنساء اللواتي ما زلن يحتفظن بالرحم، لأن البروجستيرون يمنع زيادة سماكة بطانة الرحم الناتجة عن الإستروجين وحده. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن إضافة البروجستيرون حتى في النساء اللواتي أُزيل رحمهن قد يكون مفيدًا في تحسين المزاج والنوم وتوفير توازن هرموني أكثر ثباتًا.
٣. الإستروجين الموضعي
يشمل الكريمات والتحاميل والحلقات المهبلية التي تحتوي على جرعات منخفضة من الإستروجين تُستخدم مباشرة داخل المهبل لعلاج الجفاف والالتهابات المهبليّة. هذا العلاج فعّال جدًا ومناسب للنساء اللواتي يعانين من الجفاف أو الألم أثناء العلاقة الجنسية دون الحاجة إلى جرعات فموية أو لاصقات.
٤. ديهيدروإيبي آندروستيرون المهبلي
وهو هرمون طبيعي يُفرَز من الغدة الكظرية، ويتحوّل في الجسم إلى إستروجين وتستوستيرون عند الحاجة. يُستخدم على شكل تحاميل مهبلية لتحفيز الترطيب الطبيعي وتحسين الإحساس وتجديد الأنسجة المهبلية.
٥. التستوستيرون
في بعض الحالات، يمكن وصف جرعات صغيرة من التستوستيرون للنساء اللواتي يعانين من انخفاض الرغبة الجنسية أو التعب المزمن. وقد أظهرت الأبحاث أن استخدام التستوستيرون بجرعات دقيقة وتحت إشراف طبي يساعد في تحسين المزاج والطاقة والرغبة الجنسية، دون أن يؤدي إلى آثار ذكورية عند استخدامه بالشكل الصحيح.
اليوم يُفضّل معظم الخبراء استخدام الهرمونات الحيوية المتطابقة – وهي هرمونات تُصنع من مصادر نباتية طبيعية (مثل فول الصويا أو اليام البري) وتتشابه كيميائيًا مع الهرمونات التي ينتجها جسم المرأة تمامًا. يُعتقد أن هذه الهرمونات أكثر أمانًا وتحمّلًا، وتُعطي توازناً بيولوجياً أدق وأقرب إلى الاستجابة الطبيعية للجسم مقارنة بالأنواع الاصطناعية القديمة.
يمكن استخدام الهرمونات الحيوية المتطابقة في جميع أشكال العلاج الهرموني المذكورة أعلاه (فموية، موضعية، مهبلية، أو لاصقات)، وغالباً ما يوصي الأطباء بها لتقليل الآثار الجانبية المحتملة مثل الانتفاخ أو الصداع أو تغيّرات المزاج.
بعض النساء لا يفضّلن أو لا يستطعن استخدام الهرمونات، وهناك بدائل فعّالة أخرى.
مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، فيتامين د، وأوميغا ٣، التي تدعم العظام والمزاج والعضلات.
الكوهوش الأسود، الماكا، والجينسنغ من أكثر الأعشاب استخداماً لتخفيف الأعراض، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
تُستخدم يومياً أو قبل العلاقة الحميمة لتخفيف الجفاف والاحتكاك وتحسين الراحة.
خلال فترة انقطاع الطمث، يصبح الجسم أكثر حساسية تجاه العوامل البيئية والغذائية. برنامج التخلص من السموم يساعد على دعم الكبد والجهاز الهضمي في تنظيف الجسم من المواد الضارة والهرمونات الزائدة.
النتائج تشمل:
برنامج اليوغا لحياة جنسية أفضل هو وسيلة فعّالة لدعم النساء في مرحلة انقطاع الطمث. يركّز على تمارين لطيفة تساعد على استعادة التواصل مع الجسد وتحفيز الطاقة الأنثوية الداخلية. يساعد البرنامج على:
انقطاع الطمث ليس نهاية، بل بداية مرحلة جديدة من الوعي والرعاية الذاتية. مع الفهم الصحيح، العلاج المناسب، والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، يمكن لكل امرأة أن تعيش هذه المرحلة براحة وثقة.
الهرمونات والعلاجات التكاملية مثل اليوغا وبرنامج التخلص من السموم تمنح المرأة التوازن من الداخل والخارج. التعامل الواعي مع انقطاع الطمث هو مفتاح الراحة النفسية والجسدية في النصف الثاني من حياة كل امرأة.
✨ اكتشفي جميع برامجنا | 🎧 استمعي إلى بودكاستنا | 📩 اشتركي في نشرتنا المجانية



اشتركي في نشرتنا الإخبارية للتأكد
من عدم تفويتك لتحديثاتنا وبرامجنا الجديدة.
تواصل/ي معنا لمزيد من المعلومات أو إذا كنت متخصص/ة مهتم/ة بالانضمام إلى فريق متلي متلك.
ادخلي عنوان بريدك الإلكتروني